في الماضي، قبل أكثر من مائتي عام كانت مباريات الشطرنج تستغرق وقتاً طويلاً. وكان اللاعبون يحاولون إنهاك بعضهم بحركات مماطلة آملاً في أن تنتهي النتيجة بالتعادل. ويقال إن مباراة في إحدى بطولات سنة 1843 دامت لأكثر من 13 ساعة! بعدها قرر منظمو البطولة إدخال الساعات لضبط الوقت وضمان فرصة عادلة للاعبين. الساعات التي أدخلت آنذاك كانت ميكانيكية الصنع. لها زنبرك خلفي يدار لتحديد وقت المباراة: ثلاثون دقيقة، أو خمسة وأربعون دقيقة، كيفما كان الوقت المطلوب من الدقائق؛ أما الثواني فقد كان صعباً التأكد من ضبطها بشكل متساوي. لكن التقنية لم تتح خياراً أفضل في ذاك الوقت. ثم جاءت الثورة التقنية بالساعات الرقمية التي تتيح ضبطاً دقيقاً لأجزاء من الثانية فاستبدلت الساعات الميكانيكية رسمياً. لكن لماذا لازالت الساعات الميكانيكية تباع وبسعر أعلى؟ ولمَ يقتنيها بعض الشغوفين بالشطرنج بمن فيهم أنا؟ أسبابي هي التالية: أولاً: لست بحاجة إلى دقة عالية لاسيما أثناء التدريب على المسائل بشكل فردي، ثانياً: الميكانيكية تكفي عناء تبديل البطاريات بعد كل فترة، وثالثاً: إن لصوت دقاتها أثراً يبعث على التركيز. وكثيراً ما أديرها إذا نويت الكتابة بشكل متصل لربع ساعة مثلاً، ثم إذا انقطع صوت الدق، رفعت القلم.